عاشت معتمدية زانوش منذ يومين حالة احتقان شديدة وذلك على خلفية المطالبة بتسريع البحث عن معتمد مطماطة الجديدة المفقود محسن بنعاسي منذ صباح السبت الماضي.

مكتب قفصة - الشروق:
وحسب كمال قاسمي أحد نشطاء المجتمع المدني بالمنطقة فإن الاهالي احتجوا من أجل دفع السلط المعنية للتحرّك بنجاعة أكبر في عمليات البحث عن ابن منطقة زانوش الذي جرفته مياه أحد الاودية بمطماطة الجديدة أثناء قيامه بالواجب ومحاولته انقاذ بعض التلامذة المحاصرين وقد بدأ تحرّك الاهالي مساء يوم الأحد من خلال غلق الطريق الرابطة بين قفصة وقابس لمدة 3 ساعات ليتحوّل الاحتجاج الى إضراب مفتوح صبيحة يوم أمس الاثنين أغلقت بموجبه مختلف المؤسسات العمومية والمحلات التجارية مع غلق الطريق وإشعال العجلات المطاطية واحتجاز السيارات والشاحنات الادارية الى حدود منتصف النهار وفي حركة تضامنية مع عائلة المعتمد المفقود أفاد محدثنا أن المئات من أبناء المنطقة كهولا وشبابا قد هبوا للمساهمة في البحث عن المعتمد المفقود إذ تحوّل ما لا يقل عن 250 شخصا الى معتمدية مطماطة الجديدة منذ يوم السبت الماضي فيما غادرت حوالي 30 سيارة مدينة زانوش باتجاه ولاية قابس صباح الأمس وهي تنقل المتطوعين من أهالي زانوش. الشروق تحوّلت الى منزل عائلة المعتمد المفقود في منطقة «باطن زانوش» على بعد 3 كلم من وسط المدينة حيث وقفنا على وضع مأساوي لعائلة ملتاعة لفقدان ابنها محسن بنعاسي وسط أعداد كبيرة من الاهالي والنساء الذين كانوا جميعا في حالة غضب شديد وانتظار خبر جديد حول عمليات البحث المتواصلة عن المعتمد. والدته الخالة سمونة مليكي العجوز المعوقة بدت غير واعية بما يدور من حولها وبنتاها زينة وصالحة يعتصرهما الالم والاسى وهما ترددان عبارة واحدة «انحبو يجيبولنا خونا». زينة أخت الفقيد عبرت وهي ترفع عقيرتها بالصياح عن عمق ألمها مشيرة الى أن فقدان أخيها غرقا وعدم العثور عليه مثل لها ولافراد عائلتها صدمة مضاعفة مشيرة الى أن الفقيد هو القائم بشؤون العائلة ووالدتهم العجوز فيما أكّدت أختها صالحة أن مطلبهم الوحيد هو العثور على أخيهم الفقيد.وقد رافقتنا الى غرفته في منزل والدته لترينا محافظه ووثائقه التي يعد بها شهادة الدكتورا في التاريخ ملاحظة أن العائلة تنتظر بفارغ الصبر العثور على ابنهم الفقيد الذي احتفل في 3 أكتوبر الماضي بعيد ميلاده الرابع والاربعين وهو الذي كلف بخطة معتمد سنة 2014 بعد أن تم انتدابه بالوظيفة العمومية بعد الثورة ضمن أصحاب الشهائد الجامعية العاطلين عن العمل من أبناء العائلات المعوزة حيث عمل بالمكتبة الجهوية بقفصة قبل التحاقه بمعتمدية مطماطة الجديدة. وقد ترك الفقيد بنتا (ميساء) لم تدرك 3 سنوات. وللاشارة فإن أرملته فتحية صرّحت بأن الفقيد كان قد غادر منزله في حدود الساعة 10 من صباح يوم السبت قائلا لها أنه خارج لانقاذ أطفال صغار معتبرا ذلك جهادا مضيفة أنها هاتفته بعد أقل من ساعة لتعلمه بأن بنته مريضة فأشار اليها بضرورة التصرف الى أن يعود لانه في مهمة انقاذ أطفال مهددين بالفياضانات.