لأجل عيون التلاميذ توفي رئيس مركز الحرس الوطني بمطماطة الجديدة بينما لازال معتمد المنطقة مفقودا ... لاجل عيون التلاميذ تتجه سيارة الحرس الوطني لاداء الواجب ودون تفكير في العواقب حتى وان كانت تتعلق بحياة من فيها ...

مات العقيد ونفتقد المعتمد بينما يحيا التلاميذ ...كثيرون هم الذين اعتبروا الحادثة قضاء وقدرا ولاراد لمشيئة الله خاصة فيما يتعلق بالموت وأنا معهم ولكن من المصائب نستخلص العبر .
ان الاعتراف والاشادة بالحس الوطني الذي يمتلكه شهيد الواجب والمعتمد المفقود والعون الناجي والامتثال للواجب المهني دون الخوف من المخاطر هو اضعف الايمان لان ثلاثتهم هبوا لحماية التلاميذ من سيلان مياه الوادي ايمانا منهم بانها مسألة لا تحتمل التأخير والتفكير في العواقب والعبرة هنا ان خدمة البلاد والعباد ليست شعارات واجتماعات ولقاءات وسفرات .
وتتعلق العبرة الثانية بسلطة الاشراف اي وزارة التربية الممثلة في مندوبيتها الجهوية والتي كان من المفروض ان تنتبه للنشرات الاستثنائية للرصد الجوي وتحذيره المتواصل من امكانية هطول امطار غزيرة بالمنطقة بغلق المدارس واعلام التلاميذ والاطار التربوي بتعطل الدروس عوضا عن تعريضهم للخطر وتعريض غيرهم للموت .
وختاما ادعو سلطة الاشراف الى اشعار جميع المسؤولين بالمؤسسات التربوية بضرورة اتخاذ اجراءات استباقية لحماية تلاميذنا من مخاطر الفيضانات لاسيما وانها لم تستثن جهة عن اخرى لان الدروس يمكن تعويضها بحصص تدارك بينما الخسائر البشرية لا تعوض.