-
23:54العثور على منسق موسيقى شهير ميتا في مسقط
20 أفريل 2018 -
23:37"سكوتلانديارد" تحدد هوية المشتبه بهم في تسميم الجاسوس الروسي
20 أفريل 2018 -
23:27تدفق عشرات الأسر في أول عرض سينمائي بالسعودية منذ 40 عاما
20 أفريل 2018 -
22:04إنقاذ 12 تونسيا من الغرق بعد تعطّب زورقهم عرض سواحل المنستير
20 أفريل 2018 -
21:48السودان يعلن اكتشاف "الهرم التاسع"
20 أفريل 2018 -
21:13الرابطة الفرنسية تحسم الجدل حول الشرط الجزائي بعقد نيمار
20 أفريل 2018 -
21:03شط مريم: الاطاحة بعصابة سرقة المنازل تقودها فتاة
20 أفريل 2018 -
20:53إنا لله وإنا إليه راجعون
20 أفريل 2018 -
20:47فيديو..الشاهد يدعو الاساتذة إلى إستئناف الدروس وتسليم الأعداد
20 أفريل 2018 -
20:43الشبيكة: إيقاف منحرف خطير محكوم بـ20 سنة سجنا تعمد الفرار ودهس عون أمن
20 أفريل 2018 -
20:21الجامعة التونسية للمبارزة ترد على تصريحات عزة بسباس
20 أفريل 2018 -
19:59البنك العالمي يلتزم بمواصلة دعم تونس في تنفيذ مشاريعها الإصلاحيّة
20 أفريل 2018 -
19:48بوادر أزمة بين محمد صلاح والاتحاد المصري
20 أفريل 2018 -
19:22القبض على عنصرين تكفيريين يحرّضان على استهداف الوحدات الأمنيّة والعسكريّة
20 أفريل 2018 -
19:14الاسير جورج عبد الله يبعث برسالة الى تونس
20 أفريل 2018


يندرج موضوع الثقافة المعلوماتية في إطار معرفي أوسع تبرز من خلاله قدرة الإنسان على الخلق والابتكار وتشكيل طبقات متعددة من حزم المعلومات واستغلال نتائج بحثه لتطوير المجتمع وتحقيق التقدم العلمي ويمكن الافتراض بأن عمل الهياكل الثقافية في مجال الاتصالات يعتمد على مبدإ التكامل بين العناصر المختلفة للمجتمع وبذلك تصير الثقافة فعلا إراديا لا يمكن أن تتجلى معالمه ومعانيه إلا في إطار الارتباط بخطوط المواصلات وقنوات البث. علما بأنه توجد أنواع عديدة من الثقافة المعلوماتية (اقتصادية، ديمغرافية، جمالية، أخلاقية، سياسية، دينية، رياضية....)، وهي تنتشر في جداول خاصة يمكن أن تخدم المشروع التربوي للمجتمع. ويكمن الهدف الأخير للعلم الاجتماعي في هذا الصدد في متابعة مسالك التعامل الفردي والجماعي مع الحاسوبات باعتبار ان العامل أو المستهلك للمعلومة أو التلميذ حينما يقبلون على تعلم استخدام منظومات الإرسال الإلكتروني أو الضوئي ويتقنون عملية التحكم في الإرساليات الرقمية والرمزية من خلال الكمبيوتر، فهم يقيمون الدليل على أنه يوجد في المجتمع الذي يحيون فيه بعد تطوري هو أقرب إلى طبيعة الإدراك الإنساني ويتجانس مع الأهداف والمعتقدات والمطامح المعرفية للأفراد وقد تكون هذه العناصر جميعا من صنع الإنسان وابتكاره ورؤيته لكيفية تحقق عدة مبادئ وقيم إلا أن الحاجة إلى الجهاز المعلوماتي تبقى أكيدة وضرورية حتى يتسنى إعطاء معنى لهذه العناصر.
وليست الثقافة المعلوماتية معطى جاهزا، وإنما تنشأ نتيجة تراكمات معرفية وقدرة على تفكيك البرمجيات وتشغيل الحواسيب ولذلك ينبغي أن نعالج مسألتين مهمتين في هذا السياق:
ـ المسألة الأولى: إن تعلم كيفية اختراق الشبكات الحاسوبية يستوجب شمولية وتنويا وإدراكا للأبعاد الرمزية التي تنطوي عليها المعلوماتية. كما تتطلب تفاعلا بين الأفراد في صياغة التصورات التربوية.
ـ المسألة الثانية: ربما يكون من أبرز سمات الثقافة المعلوماتية أنها تقوم على عوامل علمية وثقافة متداخلة وهي تتطلب معرفة بالآلة وقدرة على صناعة المعلومات.
وتعتبر قابلية الفرد وسرعة رد فعله عند ملامسة مفاتيح الحاسوب والجلوس أمام الشاشة أنسب طريقة لتسهيل تبادل المعلومات مع شبكات موازية واختيار لغة مناسبة وعليه فإنه يجب تفسير الظواهر الأساسية والظواهر الثانوية والتي لها علاقة بالتطورات التقانية الراهنة بنفس المستوى من الدقة وهو ما يدعونا إلى الأخذ بعدة متغيرات قد يسمح بها سياق تحليلنا. وإن هذه التفاعلات المعلوماتية تقيم الدليل على قابلية الأفراد لهضم التغيير الثقافية بعد أن صارت الثقافة اتجاها عقليا يساعد على فتح آفاق جديدة واستيعاب أمثل للمعلومات وتقديم تفسير للعالم، والعمل باستمرار على التقييم والنقد واحتواء التناقضات من أجل ضمان إمكانية الاندماج اليسير للأفراد في إطار المنظومة الشبكية.
يكمن الهدف الرئيسي من نشر الثقافة المعلوماتية في تونس في السعي إلى تطوير مسارات تربوية جديدة يتفاعل من خلالها الأفراد مع منتجات الثورة الاعلامية. ومن الأمور الأساسية في الربط الشبكي للأفراد مع الحواسيب نجد رغبة في توخي طرائق أكثر فاعلية للتحكم في تدفق المعلومات لأن ديناميكية الاتصالات الإلكترونية تختلف عن تلك التي تتم مكاتبة أو مشافهة. وكذلك الجماعات الإلكترونية التي ليست مجرد جماعات تقليدية إذ يستخدم أعضاؤها الأجهزة الحاسوبية ويتفاعلون بواسطتها.
ولئن كانت مؤسسات التقدم المعلوماتي في تونس غير مقنعة بما أن المجتمع مايزال في حاجة إلى تنويع منظومات الحوسبة وتطوير آلياتها. فإن هذه النقائص لا تعني استحالة الرصد السوسيولوجي لأبرز السمات الخصوصية في التجربة التونسية واستشراف المستقبل وفق منهج واضح المعالم. وبذلك يصير الاتصال كما قلنا سابقا عملية اجتماعية تحوي الأفكار والمفاهيم اعتمادا على وسائل مشبكة ودقيقة تضم مجموعة من الرموز والأحاسيس وتساعد الأفراد على التأقلم معها وتحقيق التواصل المطلوب.
توجه مستقبلي
وإذا كان فهم التوجه المستقبلي في التربية والتعليم في تونس يرتبط أساسا بالعمل على الاستعانة أكثر فأكثر بالمنظومات العالمية للمعلومات، فإن الأهداف والرهانات الاجتماعية يجب أن تكون متماثلة لضمان دوام علاقات التضامن بين لاأفراد. والواقع أن الثقافة المعلوماتية ستنتج فاعلين لديهم القابلية للتأقلم والتعايش في إطار المجتمع التواصلي. ولا يعني الإنتاج هنا اعتماد نماذج ثقافية تعسفية ولا يمكن للنمط التربوي أو العمل التربوي حسب تمشي «بيار بورديو» أن يكون ترسيخيا متواصلا طويل الأجل أو يدفع إلى استبطان مبادئ نموذج معين من التعسف الاجتماعي، وبالتالي إحداث تطبع يتمتع بالديمومة وبقابلية الانتقال وتوليد ممارسات تنطبق على هذه المبادئ بعيدا عن هذا التبرير الإيديولوجي للإخفاقات. إن مشروعا مجتمعيا كهذا يحتاج إلى تناول مقنع لمختلف المفاهيم الموظفة وما يؤسسها من خلفية نظرية وإلى عرض لمختلف التقنيات والمناهج المعتمدة في مقاربة وتحليل الظاهرة المدروسة وإيجاد الآليات العلمية المناسبة لتفسيرها.
تستوعب الثقافة المعلوماتية في إطار التربية دون حاجة إلى اللجوء إلى العنف الجسدي أو الزجر وذلك نتيجة للالتقاء والتقارب الكبيرين بين المنظومتين الشبكية والذهن البشري. وسيكون من بين السلبيات الكبرى أن يجهل الأفراد أبسط المفاهيم المرتبطة بالمعلوماتية وأن لا يتعلموا شيئا حول الحاسوب وهنا يتجلى الدور الرئيسي الذي يمكن أن تلعبه الفضاءات التربوية إذ عليها أن تكثف التجارب التربوية والمعلوماتية اللازمة لي مختلف المستويات حتى لا يدخل الأفراد في دائرة الأممية المعلوماتية.
ويحيلينا استعمال الحاسوب لغايات تربوية على حقلين متباينين وهما:
ـ الممارسة المكثفة للحاسوب من أجل تيسير التعليم وجعله أكثر نجاعة، مع ضمان أوفر نسبة من المعطيات العلمية للمعلمين والمتعلمين على السواء إضافة إلى سهولة الحصول عليها طبقا للاحتياجات التربوية الملحة.
ـ تطوير القدرات الذهنية والمعرفية لدى المتعاملين مع الحاسوب والسعي إلى فض المشاكل الاتصالية وتوظيف الجهاز كنموذج نظري يساعد على معالجة المشكلات بمنطقية. وهو ما يجعلنا نتحدث عن إعلامية تربوية تتميز بكفاءة الاستعمال ومساعدة المتلقين على التعلم وحل المسائل المختلفة بواسطة الحاسوب.
وتعد الإعلامية التربوية نتاجا للتواصل المثمر بين المربين وجميع العاملين في الحقل التربوي وهي كذلك نتاج الإجماع على ضرورة البحث عن أداة ناجعة وقادرة على وهبهم إمكانيات حل بعض المشاكل البيداغوجية. كما ان التعامل مع الإعلامية التربوية يعني تعاملا مع ظاهرة سوسيو ثقافية أنتجتها المجتمعات الصناعية وروجتها عبر الأسواق العالمية للمعلومات فنشأت من جراء ذلك شبكات عالمية لتبادل المعارف تجاوبا مع الحاجات الملحة إليها وتحديدا لأحجام وكميات المعلومات المطلوبة. وهي تعتمد على الترابط بين مرسلي المعلومات ومتقبليها.
وفي هذه الحالة قد تكون المسألة مرتبطة بوضعيات الفاعلين وبالتطابق بين الغايات الكبرى التي تطمح الدولة الى تحقيقها في مجال تركيز الوحدات المعلوماتية في التعليم وبين الوسائل الممكنة. خاصة وقد اعتقد البعض أول الأمر أن الاعلامية التربوية لا تتماشى وواقع المجتمع التونسي السائر في طريق النمو باعتبار أن المعلوماتية تمتاز بتعقدها وهي لا تلائم سياقه السوسيوثقافي وهذا أمر صحيح بأن الاعلامية كمنظومة معرفية لا يتم نقلها بمعزل عن المشاكل والاخطار. الا أن الجهاز يمكن ان يطوع ويوظف حسب إرادة المستعملين إذا أدركوا طرق استعماله ونطاق ارتكازه الذي يقوم أساسا على ممارسات عقلانية ومنطقية بهدف الحصول على نتائج متوقعة.
والواقع أن التطور السريع الذي تشهده المعلوماتية الى جانب وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية عوامل تساعد على نشر الثقافة الاعلامية من خلال توجيه رسائل واضحة الى المتقبل والبحث عن الوسائل التي تنمي فيه الرغبة في المعرفة والاطلاع. لكن هل تساعد محاولات تعميم استعمال الحواسيب الالكترونية والمكروإعلامية في المعاهد والمؤسسات التربوية التونسية على التعامل مع المعلوماتية باعتبارها جزءا من التراث الثقافي التونسي وليست مجرد أداة تكنولوجية غريبة عن الواقع. مع الاشارة فضلا عن ذلك الى حتمية طرح هذه التساولات من أجل التوصل الى تحديد العوائق التي قد تحول دوننا وتحقيق التوافق التام مع هذه التقانات وتحويلها الى نماذج ثقافية تخضع أساسا الى الرقابة الاجتماعية بمعنى أن نقوم بتوظيف الجهاز وتجهيزه ببرمجيات تستجيب الى توقعات الافراد وقدرتها على إدراك ذواتهم في أعمالهم ومشاريعهم الفكرية والتربوية والاستجابة كذلك الى متطلبات البيئة الاجتماعية فنتحول من مرحلة «الانسان المبرمج» الى مرحلة «الانسان الفاعل» أي الانسان القادر على مراقبة العملية التربوية وتسيير الجهاز وكشف الاختلالات والشوائب الكامنة في المنظومة التي يتعامل معها.





يندرج موضوع الثقافة المعلوماتية في إطار معرفي أوسع تبرز من خلاله قدرة الإنسان على الخلق والابتكار وتشكيل طبقات متعددة من حزم المعلومات واستغلال نتائج بحثه لتطوير المجتمع وتحقيق التقدم العلمي ويمكن الافتراض بأن عمل الهياكل الثقافية في مجال الاتصالات يعتمد على مبدإ التكامل بين العناصر المختلفة للمجتمع وبذلك تصير الثقافة فعلا إراديا لا يمكن أن تتجلى معالمه ومعانيه إلا في إطار الارتباط بخطوط المواصلات وقنوات البث. علما بأنه توجد أنواع عديدة من الثقافة المعلوماتية (اقتصادية، ديمغرافية، جمالية، أخلاقية، سياسية، دينية، رياضية....)، وهي تنتشر في جداول خاصة يمكن أن تخدم المشروع التربوي للمجتمع. ويكمن الهدف الأخير للعلم الاجتماعي في هذا الصدد في متابعة مسالك التعامل الفردي والجماعي مع الحاسوبات باعتبار ان العامل أو المستهلك للمعلومة أو التلميذ حينما يقبلون على تعلم استخدام منظومات الإرسال الإلكتروني أو الضوئي ويتقنون عملية التحكم في الإرساليات الرقمية والرمزية من خلال الكمبيوتر، فهم يقيمون الدليل على أنه يوجد في المجتمع الذي يحيون فيه بعد تطوري هو أقرب إلى طبيعة الإدراك الإنساني ويتجانس مع الأهداف والمعتقدات والمطامح المعرفية للأفراد وقد تكون هذه العناصر جميعا من صنع الإنسان وابتكاره ورؤيته لكيفية تحقق عدة مبادئ وقيم إلا أن الحاجة إلى الجهاز المعلوماتي تبقى أكيدة وضرورية حتى يتسنى إعطاء معنى لهذه العناصر.
وليست الثقافة المعلوماتية معطى جاهزا، وإنما تنشأ نتيجة تراكمات معرفية وقدرة على تفكيك البرمجيات وتشغيل الحواسيب ولذلك ينبغي أن نعالج مسألتين مهمتين في هذا السياق:
ـ المسألة الأولى: إن تعلم كيفية اختراق الشبكات الحاسوبية يستوجب شمولية وتنويا وإدراكا للأبعاد الرمزية التي تنطوي عليها المعلوماتية. كما تتطلب تفاعلا بين الأفراد في صياغة التصورات التربوية.
ـ المسألة الثانية: ربما يكون من أبرز سمات الثقافة المعلوماتية أنها تقوم على عوامل علمية وثقافة متداخلة وهي تتطلب معرفة بالآلة وقدرة على صناعة المعلومات.
وتعتبر قابلية الفرد وسرعة رد فعله عند ملامسة مفاتيح الحاسوب والجلوس أمام الشاشة أنسب طريقة لتسهيل تبادل المعلومات مع شبكات موازية واختيار لغة مناسبة وعليه فإنه يجب تفسير الظواهر الأساسية والظواهر الثانوية والتي لها علاقة بالتطورات التقانية الراهنة بنفس المستوى من الدقة وهو ما يدعونا إلى الأخذ بعدة متغيرات قد يسمح بها سياق تحليلنا. وإن هذه التفاعلات المعلوماتية تقيم الدليل على قابلية الأفراد لهضم التغيير الثقافية بعد أن صارت الثقافة اتجاها عقليا يساعد على فتح آفاق جديدة واستيعاب أمثل للمعلومات وتقديم تفسير للعالم، والعمل باستمرار على التقييم والنقد واحتواء التناقضات من أجل ضمان إمكانية الاندماج اليسير للأفراد في إطار المنظومة الشبكية.
يكمن الهدف الرئيسي من نشر الثقافة المعلوماتية في تونس في السعي إلى تطوير مسارات تربوية جديدة يتفاعل من خلالها الأفراد مع منتجات الثورة الاعلامية. ومن الأمور الأساسية في الربط الشبكي للأفراد مع الحواسيب نجد رغبة في توخي طرائق أكثر فاعلية للتحكم في تدفق المعلومات لأن ديناميكية الاتصالات الإلكترونية تختلف عن تلك التي تتم مكاتبة أو مشافهة. وكذلك الجماعات الإلكترونية التي ليست مجرد جماعات تقليدية إذ يستخدم أعضاؤها الأجهزة الحاسوبية ويتفاعلون بواسطتها.
ولئن كانت مؤسسات التقدم المعلوماتي في تونس غير مقنعة بما أن المجتمع مايزال في حاجة إلى تنويع منظومات الحوسبة وتطوير آلياتها. فإن هذه النقائص لا تعني استحالة الرصد السوسيولوجي لأبرز السمات الخصوصية في التجربة التونسية واستشراف المستقبل وفق منهج واضح المعالم. وبذلك يصير الاتصال كما قلنا سابقا عملية اجتماعية تحوي الأفكار والمفاهيم اعتمادا على وسائل مشبكة ودقيقة تضم مجموعة من الرموز والأحاسيس وتساعد الأفراد على التأقلم معها وتحقيق التواصل المطلوب.
توجه مستقبلي
وإذا كان فهم التوجه المستقبلي في التربية والتعليم في تونس يرتبط أساسا بالعمل على الاستعانة أكثر فأكثر بالمنظومات العالمية للمعلومات، فإن الأهداف والرهانات الاجتماعية يجب أن تكون متماثلة لضمان دوام علاقات التضامن بين لاأفراد. والواقع أن الثقافة المعلوماتية ستنتج فاعلين لديهم القابلية للتأقلم والتعايش في إطار المجتمع التواصلي. ولا يعني الإنتاج هنا اعتماد نماذج ثقافية تعسفية ولا يمكن للنمط التربوي أو العمل التربوي حسب تمشي «بيار بورديو» أن يكون ترسيخيا متواصلا طويل الأجل أو يدفع إلى استبطان مبادئ نموذج معين من التعسف الاجتماعي، وبالتالي إحداث تطبع يتمتع بالديمومة وبقابلية الانتقال وتوليد ممارسات تنطبق على هذه المبادئ بعيدا عن هذا التبرير الإيديولوجي للإخفاقات. إن مشروعا مجتمعيا كهذا يحتاج إلى تناول مقنع لمختلف المفاهيم الموظفة وما يؤسسها من خلفية نظرية وإلى عرض لمختلف التقنيات والمناهج المعتمدة في مقاربة وتحليل الظاهرة المدروسة وإيجاد الآليات العلمية المناسبة لتفسيرها.
تستوعب الثقافة المعلوماتية في إطار التربية دون حاجة إلى اللجوء إلى العنف الجسدي أو الزجر وذلك نتيجة للالتقاء والتقارب الكبيرين بين المنظومتين الشبكية والذهن البشري. وسيكون من بين السلبيات الكبرى أن يجهل الأفراد أبسط المفاهيم المرتبطة بالمعلوماتية وأن لا يتعلموا شيئا حول الحاسوب وهنا يتجلى الدور الرئيسي الذي يمكن أن تلعبه الفضاءات التربوية إذ عليها أن تكثف التجارب التربوية والمعلوماتية اللازمة لي مختلف المستويات حتى لا يدخل الأفراد في دائرة الأممية المعلوماتية.
ويحيلينا استعمال الحاسوب لغايات تربوية على حقلين متباينين وهما:
ـ الممارسة المكثفة للحاسوب من أجل تيسير التعليم وجعله أكثر نجاعة، مع ضمان أوفر نسبة من المعطيات العلمية للمعلمين والمتعلمين على السواء إضافة إلى سهولة الحصول عليها طبقا للاحتياجات التربوية الملحة.
ـ تطوير القدرات الذهنية والمعرفية لدى المتعاملين مع الحاسوب والسعي إلى فض المشاكل الاتصالية وتوظيف الجهاز كنموذج نظري يساعد على معالجة المشكلات بمنطقية. وهو ما يجعلنا نتحدث عن إعلامية تربوية تتميز بكفاءة الاستعمال ومساعدة المتلقين على التعلم وحل المسائل المختلفة بواسطة الحاسوب.
وتعد الإعلامية التربوية نتاجا للتواصل المثمر بين المربين وجميع العاملين في الحقل التربوي وهي كذلك نتاج الإجماع على ضرورة البحث عن أداة ناجعة وقادرة على وهبهم إمكانيات حل بعض المشاكل البيداغوجية. كما ان التعامل مع الإعلامية التربوية يعني تعاملا مع ظاهرة سوسيو ثقافية أنتجتها المجتمعات الصناعية وروجتها عبر الأسواق العالمية للمعلومات فنشأت من جراء ذلك شبكات عالمية لتبادل المعارف تجاوبا مع الحاجات الملحة إليها وتحديدا لأحجام وكميات المعلومات المطلوبة. وهي تعتمد على الترابط بين مرسلي المعلومات ومتقبليها.
وفي هذه الحالة قد تكون المسألة مرتبطة بوضعيات الفاعلين وبالتطابق بين الغايات الكبرى التي تطمح الدولة الى تحقيقها في مجال تركيز الوحدات المعلوماتية في التعليم وبين الوسائل الممكنة. خاصة وقد اعتقد البعض أول الأمر أن الاعلامية التربوية لا تتماشى وواقع المجتمع التونسي السائر في طريق النمو باعتبار أن المعلوماتية تمتاز بتعقدها وهي لا تلائم سياقه السوسيوثقافي وهذا أمر صحيح بأن الاعلامية كمنظومة معرفية لا يتم نقلها بمعزل عن المشاكل والاخطار. الا أن الجهاز يمكن ان يطوع ويوظف حسب إرادة المستعملين إذا أدركوا طرق استعماله ونطاق ارتكازه الذي يقوم أساسا على ممارسات عقلانية ومنطقية بهدف الحصول على نتائج متوقعة.
والواقع أن التطور السريع الذي تشهده المعلوماتية الى جانب وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية عوامل تساعد على نشر الثقافة الاعلامية من خلال توجيه رسائل واضحة الى المتقبل والبحث عن الوسائل التي تنمي فيه الرغبة في المعرفة والاطلاع. لكن هل تساعد محاولات تعميم استعمال الحواسيب الالكترونية والمكروإعلامية في المعاهد والمؤسسات التربوية التونسية على التعامل مع المعلوماتية باعتبارها جزءا من التراث الثقافي التونسي وليست مجرد أداة تكنولوجية غريبة عن الواقع. مع الاشارة فضلا عن ذلك الى حتمية طرح هذه التساولات من أجل التوصل الى تحديد العوائق التي قد تحول دوننا وتحقيق التوافق التام مع هذه التقانات وتحويلها الى نماذج ثقافية تخضع أساسا الى الرقابة الاجتماعية بمعنى أن نقوم بتوظيف الجهاز وتجهيزه ببرمجيات تستجيب الى توقعات الافراد وقدرتها على إدراك ذواتهم في أعمالهم ومشاريعهم الفكرية والتربوية والاستجابة كذلك الى متطلبات البيئة الاجتماعية فنتحول من مرحلة «الانسان المبرمج» الى مرحلة «الانسان الفاعل» أي الانسان القادر على مراقبة العملية التربوية وتسيير الجهاز وكشف الاختلالات والشوائب الكامنة في المنظومة التي يتعامل معها.




-
23:54العثور على منسق موسيقى شهير ميتا في مسقط
20 أفريل 2018 -
23:37"سكوتلانديارد" تحدد هوية المشتبه بهم في تسميم الجاسوس الروسي
20 أفريل 2018 -
23:27تدفق عشرات الأسر في أول عرض سينمائي بالسعودية منذ 40 عاما
20 أفريل 2018 -
22:04إنقاذ 12 تونسيا من الغرق بعد تعطّب زورقهم عرض سواحل المنستير
20 أفريل 2018 -
21:48السودان يعلن اكتشاف "الهرم التاسع"
20 أفريل 2018 -
21:13الرابطة الفرنسية تحسم الجدل حول الشرط الجزائي بعقد نيمار
20 أفريل 2018 -
21:03شط مريم: الاطاحة بعصابة سرقة المنازل تقودها فتاة
20 أفريل 2018 -
20:53إنا لله وإنا إليه راجعون
20 أفريل 2018 -
20:47فيديو..الشاهد يدعو الاساتذة إلى إستئناف الدروس وتسليم الأعداد
20 أفريل 2018 -
20:43الشبيكة: إيقاف منحرف خطير محكوم بـ20 سنة سجنا تعمد الفرار ودهس عون أمن
20 أفريل 2018 -
20:21الجامعة التونسية للمبارزة ترد على تصريحات عزة بسباس
20 أفريل 2018 -
19:59البنك العالمي يلتزم بمواصلة دعم تونس في تنفيذ مشاريعها الإصلاحيّة
20 أفريل 2018 -
19:48بوادر أزمة بين محمد صلاح والاتحاد المصري
20 أفريل 2018 -
19:22القبض على عنصرين تكفيريين يحرّضان على استهداف الوحدات الأمنيّة والعسكريّة
20 أفريل 2018 -
19:14الاسير جورج عبد الله يبعث برسالة الى تونس
20 أفريل 2018
